Telegram Group & Telegram Channel
💥 التاريخ يعيد نفسه

   ما أشبهَ مجالسَ الشيخِ العلامةِ فركوس حفظه الله بمجالس السلف ، في كثرةِ جموعِها والوافدين إليها من كلِّ حدَبٍ وصَوب ، كيف لا وقد إلتمس الحاضرون في هذه المجالس الطيِّبة النافعة ، قوَّةَ العلمِ الرَّصين والتأصيل المتين وتعليم قواعد الدين منْ نصوص الوحيَين ، بلا إفراطٍ ولا غلوٍّ في الدين ، ناهيك ما يتعلَّمُه الطلابُ منْ هدي الشيخ وسمتِه وطريقةِ تعامُله مع الوافدين سواء طلبةَ علمٍ مُستفيدين أو شانئين متربِّصين ، بل يكفي فضلاً لمَن حضر ولم يتمكن منْ سماع الدرس أو فهمِ كلامِ الشيخ يكفيه ما يُعايِشُه من أجواءٍ في تلك الجموعِ السعيدةِ بلقاء الشيخ والمستبشرة بما حصَّلت من منافعَ وفوائدَ جليلة ، مما يرفعُ همَّةَ طالبِ العلم ، وزيادة الرغبة في حضور مجالس العلماء ، بل يفرحُ الواحد منهم عند اللِّقاء بإخوانه منْ كلِّ مكان ... فيا لهُ من مشهدٍ مٌبهِجّ يشرحُ قلوبَ المؤمنين ، ويوغِرُ صدورَ الشانئين ...
وقد عايَشنا في مجالسِ الشيخ حفظه الله ورعاه ما قرأناه في سِيَر السّلف والتابعين ، فها هو التاريخ يعيدُ نفسه - كما يقال - وما أشبهَ مجالس السّلف بمجالسِ عالم الجزائر ، فمنْ منَّا لم يقرأ عن مجالس الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :" أنه كان يجتمع في مجلسه -رحمه الله- زهاء خمسة آلاف أو يزيدون، ونحو خمسمائة يكتبون -يعني يكتبون الحديث، والباقون يتعلمون منه حسن الأدب والسمت "
سير أعلام النبلاء (11/ 316).

وهاك صوَرًا أخرى من صُوَر السلف في طلبِ العلم كأنّها مجالسُ الشيخ اليوم ،  ذكر الخطيب البغدادي رحمه الله في الجامع لأخلاق الرواي
عن جَعْفَرَ بْن درستوَيه -رحمه الله- قال:
كُنَّا نَأْخُذُ الْمَجْلِسَ فِي مَجْلِسِ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ وَقْتَ الْعَصْرِ الْيَوْمَ لِمَجْلِسِ غَدٍ فَنَقْعُدُ طُولَ اللَّيْلِ مَخَافَةَ أَنْ لَا يَلْحَقَ مِنَ الْغَدِ مَوْضِعًا يسْمَعُ فِيهِ.
وَرَأَيْتُ شَيْخًا فِي الْمَجْلِسِ يَبُولُ فِي ‌طَيْلَسَانِهِ وَيُدْرِجُ الطَّيْلَسَانَ حَتَّى فَرَغَ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْخَذَ مَكَانَهُ إِنْ قَامَ لِلْبَوْلِ !! 
_وهذا الزَّبيدي عالم اللغةِ الشهير قد طلبَ العلم على يَدِ أبي عليِّ الفارسي ، ففي ذات مرَّة نام في بيتِ الدَّواب الذي كان خارجَ دارِ أبي عليِّ الفارسي، وكانت فيه دابَّةُ أبي علي، وإنما فعل ذلك لأجلِ أن يسبِقَ الطلبة إلى أبي عليِّ الفارسي قبلَ أن يزدحِموا عليه، ففي ذات مرَّة خرج أبو علي من بيتِه لصلاةِ الفجر مبكِّراً قبلَ طلوع الفجر، فشعر به الزَّبيدي فتبِعَه في الظلام، فخاف أبو علي وظنَّهُ لصًّا وقال: ويْحَك منْ تكون؟ قال أنا تلميذُك عبدُ الله الزَّبيدي، فصاح فيه: إلى متى تتبعني؟ والله ما على الأرض أحدٌ أعلمَ بالنحوِ منك .
_ وهذا أبو العلاء الهمداني يقول : رحلتُ إلى بغداد لطلب العلم، فكنت أبيتُ الليلَ في المساجد وآكل خبز الذّرّة .
وهذا ابن الجوزي يقول : كنت أدور على المشايخ لسماع الحديث فينقطع نفسي من العَدْوِ لئلاَّ أُسبَق .
وما مِن أحدٍ حضرَ مجالسَ الشيخ حفظه الله إلا وتسابق ليحظى بالأماكن الأولى في مكتبتِه حفظه الله أو تزاحَمَ عليه عند خروجه ودخوله حفظه الله ليحظى بلقائه والسلام عليه وطرح الأسئلة عليه حفظه الله ورعاه ، وفيه من صار يبيتُ في حيِّ الشيخ ، فمنهم من يبيت في فندقٍ ومنهم من يبيت في سيارته بل منهم من نام في الشارع ... ابتغاء حضور مجلس الشيخ حفظه الله
ولقد صدق أخونا الشيخ الفاضل نور الدين يطو وفقه الله عندما قال : ( من حضر مجالس الشيخ ولو لمرة واحدة سيذكرها في المستقبل ويفتخر بحضوره عند الشيخ العلامة فركوس حفظه الله  )

أبو عمران أنس الجزائري
ليلة الجمعة 01 جمادى الآخرة 1445 ه_
14 ديسمبر 2023 م_

https://www.tg-me.com/tw/مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ/com.ALGSALAF/20742



tg-me.com/ALGSALAF/20742
Create:
Last Update:

💥 التاريخ يعيد نفسه

   ما أشبهَ مجالسَ الشيخِ العلامةِ فركوس حفظه الله بمجالس السلف ، في كثرةِ جموعِها والوافدين إليها من كلِّ حدَبٍ وصَوب ، كيف لا وقد إلتمس الحاضرون في هذه المجالس الطيِّبة النافعة ، قوَّةَ العلمِ الرَّصين والتأصيل المتين وتعليم قواعد الدين منْ نصوص الوحيَين ، بلا إفراطٍ ولا غلوٍّ في الدين ، ناهيك ما يتعلَّمُه الطلابُ منْ هدي الشيخ وسمتِه وطريقةِ تعامُله مع الوافدين سواء طلبةَ علمٍ مُستفيدين أو شانئين متربِّصين ، بل يكفي فضلاً لمَن حضر ولم يتمكن منْ سماع الدرس أو فهمِ كلامِ الشيخ يكفيه ما يُعايِشُه من أجواءٍ في تلك الجموعِ السعيدةِ بلقاء الشيخ والمستبشرة بما حصَّلت من منافعَ وفوائدَ جليلة ، مما يرفعُ همَّةَ طالبِ العلم ، وزيادة الرغبة في حضور مجالس العلماء ، بل يفرحُ الواحد منهم عند اللِّقاء بإخوانه منْ كلِّ مكان ... فيا لهُ من مشهدٍ مٌبهِجّ يشرحُ قلوبَ المؤمنين ، ويوغِرُ صدورَ الشانئين ...
وقد عايَشنا في مجالسِ الشيخ حفظه الله ورعاه ما قرأناه في سِيَر السّلف والتابعين ، فها هو التاريخ يعيدُ نفسه - كما يقال - وما أشبهَ مجالس السّلف بمجالسِ عالم الجزائر ، فمنْ منَّا لم يقرأ عن مجالس الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :" أنه كان يجتمع في مجلسه -رحمه الله- زهاء خمسة آلاف أو يزيدون، ونحو خمسمائة يكتبون -يعني يكتبون الحديث، والباقون يتعلمون منه حسن الأدب والسمت "
سير أعلام النبلاء (11/ 316).

وهاك صوَرًا أخرى من صُوَر السلف في طلبِ العلم كأنّها مجالسُ الشيخ اليوم ،  ذكر الخطيب البغدادي رحمه الله في الجامع لأخلاق الرواي
عن جَعْفَرَ بْن درستوَيه -رحمه الله- قال:
كُنَّا نَأْخُذُ الْمَجْلِسَ فِي مَجْلِسِ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ وَقْتَ الْعَصْرِ الْيَوْمَ لِمَجْلِسِ غَدٍ فَنَقْعُدُ طُولَ اللَّيْلِ مَخَافَةَ أَنْ لَا يَلْحَقَ مِنَ الْغَدِ مَوْضِعًا يسْمَعُ فِيهِ.
وَرَأَيْتُ شَيْخًا فِي الْمَجْلِسِ يَبُولُ فِي ‌طَيْلَسَانِهِ وَيُدْرِجُ الطَّيْلَسَانَ حَتَّى فَرَغَ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْخَذَ مَكَانَهُ إِنْ قَامَ لِلْبَوْلِ !! 
_وهذا الزَّبيدي عالم اللغةِ الشهير قد طلبَ العلم على يَدِ أبي عليِّ الفارسي ، ففي ذات مرَّة نام في بيتِ الدَّواب الذي كان خارجَ دارِ أبي عليِّ الفارسي، وكانت فيه دابَّةُ أبي علي، وإنما فعل ذلك لأجلِ أن يسبِقَ الطلبة إلى أبي عليِّ الفارسي قبلَ أن يزدحِموا عليه، ففي ذات مرَّة خرج أبو علي من بيتِه لصلاةِ الفجر مبكِّراً قبلَ طلوع الفجر، فشعر به الزَّبيدي فتبِعَه في الظلام، فخاف أبو علي وظنَّهُ لصًّا وقال: ويْحَك منْ تكون؟ قال أنا تلميذُك عبدُ الله الزَّبيدي، فصاح فيه: إلى متى تتبعني؟ والله ما على الأرض أحدٌ أعلمَ بالنحوِ منك .
_ وهذا أبو العلاء الهمداني يقول : رحلتُ إلى بغداد لطلب العلم، فكنت أبيتُ الليلَ في المساجد وآكل خبز الذّرّة .
وهذا ابن الجوزي يقول : كنت أدور على المشايخ لسماع الحديث فينقطع نفسي من العَدْوِ لئلاَّ أُسبَق .
وما مِن أحدٍ حضرَ مجالسَ الشيخ حفظه الله إلا وتسابق ليحظى بالأماكن الأولى في مكتبتِه حفظه الله أو تزاحَمَ عليه عند خروجه ودخوله حفظه الله ليحظى بلقائه والسلام عليه وطرح الأسئلة عليه حفظه الله ورعاه ، وفيه من صار يبيتُ في حيِّ الشيخ ، فمنهم من يبيت في فندقٍ ومنهم من يبيت في سيارته بل منهم من نام في الشارع ... ابتغاء حضور مجلس الشيخ حفظه الله
ولقد صدق أخونا الشيخ الفاضل نور الدين يطو وفقه الله عندما قال : ( من حضر مجالس الشيخ ولو لمرة واحدة سيذكرها في المستقبل ويفتخر بحضوره عند الشيخ العلامة فركوس حفظه الله  )

أبو عمران أنس الجزائري
ليلة الجمعة 01 جمادى الآخرة 1445 ه_
14 ديسمبر 2023 م_

https://www.tg-me.com/tw/مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ/com.ALGSALAF/20742

BY مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283

Share with your friend now:
tg-me.com/ALGSALAF/20742

View MORE
Open in Telegram


مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Dump Scam in Leaked Telegram Chat

A leaked Telegram discussion by 50 so-called crypto influencers has exposed the extraordinary steps they take in order to profit on the back off unsuspecting defi investors. According to a leaked screenshot of the chat, an elaborate plan to defraud defi investors using the worthless “$Few” tokens had been hatched. $Few tokens would be airdropped to some of the influencers who in turn promoted these to unsuspecting followers on Twitter.

What Is Bitcoin?

Bitcoin is a decentralized digital currency that you can buy, sell and exchange directly, without an intermediary like a bank. Bitcoin’s creator, Satoshi Nakamoto, originally described the need for “an electronic payment system based on cryptographic proof instead of trust.” Each and every Bitcoin transaction that’s ever been made exists on a public ledger accessible to everyone, making transactions hard to reverse and difficult to fake. That’s by design: Core to their decentralized nature, Bitcoins aren’t backed by the government or any issuing institution, and there’s nothing to guarantee their value besides the proof baked in the heart of the system. “The reason why it’s worth money is simply because we, as people, decided it has value—same as gold,” says Anton Mozgovoy, co-founder & CEO of digital financial service company Holyheld.

مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ from tw


Telegram مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ
FROM USA